• قضايا إسلامية معاصرة
  • 1037
  • 9-8-2008
  • الشيخ حامد البيتاوي
  • إن الحمد نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن محمدا رسول الله … "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون" . أما بعد :

    قال الله عز و جل : "و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علوا كبيرا ، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا , ثم رددنا لكم الكرّة عليهم و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا , إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا" صدق الله العظيم .



    أيها المصلون الكرام ، يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط المجاهد ، يا أمتي يا خير أمة أخرجت للناس : سأتحدث في خطبة الجمعة اليوم عن إفساد بني إسرائيل ، وعن القرارات المخزية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية و موافقتها على ترحيل ثلاثة عشر مناضلا لأوروبا ، و اعتقالاتها السياسية لأبناء حماس ، و وصفها العمليات الاستشهادية "بالإرهابية"!!) …

    فأقول و بالله التوفيق : أكثر الله عز و جل في القرآن الكريم الحديث عن بني إسرائيل رغم أنه لم تكن لهم دولة و لا كيان في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ، في حين لم يتحدث القرآن الكريم عن دولتي الفرس و الروم إلا في بضع آيات . فما السر و ما الحكمة ؟

    أولا : لأن بني إسرائيل هم الأعداء الحقيقيون للمسلمين بل هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا و أن عداوتهم مستمرة مصداقا لقوله تعالى : (و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم) .

    ثانيا : أكثر الله عز وجل الحديث عن بني إسرائيل و صفاتهم الذميمة و معاصيهم الكثيرة حتى لا نقع نحن المسلمين فيما وقعوا فيه من المعاصي و الذنوب كقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا فكان عند الله وجيها) .

    معشر المسلمين : و صفات بني إسرائيل الذميمة كثيرة منها : أنهم جبناء قساة القلوب قتله الأنبياء و الرسل ، أكلة الربا ، آكلوا أموال الناس بالباطل ، ناقضون للعهود ... و من أبرز صفاتهم "الإفساد" ، قال تعالى : "و يسعون في الأرض فسادا" . أي الفساد بأنواعه : الفساد العقائدي الفكري فهم أنشأوا الشيوعية و الوجدانية و الماسونية ، و عبادة الشيطان ، و الفساد الاقتصادي ، فهم يتحكمون في معظم اقتصاد العالم و يتسببون في أزمات اقتصادية عالمية ، و .. و الفساد الاجتماعي و الأخلاقي فهم يشيعون الفواحش خاصة الزنا في المجتمعات ، و يشجعون على اختيار ملكات الجمال و الفن الهابط و الموديلات الفاضحة و الألبسة ، و يشجعون على شرب الخمور و تناول المخدرات و يعمدون إلى شعبنا للإسقاط الخلقي الذي يؤدي إلى السقوط الأمني ..

    فيا أبناء شعبنا و أمتنا الحذر الحذر من مخططات يهود ، الحذر الحذر من المعاصي و المنكرات ، فهم كما يحاربون شعبنا و أمتنا بالطائرة و الدبابة و المدفع يحاربوننا في التشكيك بديننا و قيمنا الحميدة . قال تعالى : (و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) .

    أيها الأخوة الكرام… تعالوا بنا نتدبر الآيات الكريمة التي هي موضوع الخطبة و التي تتحدث عن إفساد بني إسرائيل في التوراة أنه سوف يقع منهم إفسادان كبيران يعقب كل إفساد قهر و إذلال و عقوبة لبني إسرائيل .

    أما متى حصل الإفسادان ؟ هناك رأيان للمفسرين : رأي يقول إن الإفسادين حصلا قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : قال ابن عباس رضي الله عنهما : أول الفساد : قتل النبي الكريم زكريا عليه السلام و الثاني قتل النبي الكريم يحيى عليه السلام . لذلك سلط الله على بني إسرائيل نبوخذ نصّر ثم الفرس و دمروا ملكيتهم و قتلوا منهم عشرات الآلاف و شتتوا شملهم .

    أما الرأي الثاني : فالإفسادان وقعا بعد بعثة رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام .

    الإفساد الأول : في عهد الرسول محمد صلى الله عليه و سلم حيث سارع اليهود إلى تكذيبه و محاولة قتله و ألبوا مقاتلي الكفار لمحاربة المسلمين و نقضوا اليهود مع المسلمين مما ألجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إجلائهم و طردهم من أرض الجزيرة و هم بنو النضير و قريظة و قينقاع و خيبر .

    ثم و لما أعرض أكثر المسلمين الحكام و المحكومين عن الإسلام في هذا القرن و ألغيت الخلافة الإسلامية و هي أكبر كارثة أصابت المسلمين في هذا القرن صارت الغلة لبني إسرائيل فاحتلوا فلسطين و غيرها و صارت دول في الغرب و الشرق و طواغيت العرب و المسلمين يتنافسون في مرضاتها فعاد اليهود إلى الإفساد الثاني و المتمثل بالجرائم التي ارتكبها اليهود ممثلة في احتلالهم فلسطين فطرد شعبها و ارتكب المجازر و اعتداءات على المسجد الأقصى و قتل و أسر للفلسطينيين و الحصار ، و هكذا عاد بنو إسرائيل للإفساد و سيعود الله عليهم بالعقوبة و الانتقام تحقيقا لوعد الله (و إن عدتم عدنا) . سيعود المسلمون منتصرين على بني إسرائيل و سيدخلون المسجد الأقصى و القدس و فلسطين كما دخلوه أول مرة و ليدمروا كيان اليهود .

    يا أبناء شعبنا المرابط . أيها المسلمون في العالم ؟ أبشروا … إن مصير الكيان الصهيوني إلى زوال تحقيقاً لقوله الله تعالى : "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا" ، قرره وعد الله لآلاف اليهود "و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ..) …. مصير الكيان الصهيوني إلى زوال قررته أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم و التي منها : يقاتل المسلمون اليهود فيقتل المسلمون اليهود حتى يختبئ اليهود خلف الحجر و الشجر فيقول الحجر و الشجر (يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي مختبئ خلفي تعال فاقتله .. إلا شجر الغرقد) .

    يا أبناء شعبنا واصلوا جهادكم ضد المحتلين اليهود و وحدوا صفوفكم و تمسكوا بكتاب الله و سنة رسوله و أخلصوا عملكم لله و ترقبوا بعد ذلك نصره و تأييده ، و صدق الله العظيم (و لينصرن الله من ينصره) . و قال صلى الله عليه و سلم : "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله و سنتي ، أو كما قال .



    الخطبة الثانية

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه و بعد :

    أيها الأخوة المصلون .. من الحديث عن إفساد بني إسرائيل و وعد الله بقهرهم و أنه سيبعث عليهم من يذلهم و أنهم سيدفعون ثمن جرائمهم ضد شعبنا ثمنا غاليا ، إلى الحديث عما يجري على ساحتنا الفلسطينية من أحداث خطيرة متلاحقة ..

    في الوقت الذي اجتاح فيه جيش العدو الصهيوني مناطق الضفة الغربية و عاث فيها فسادا و يستعد لاجتياح قطاع غزة ، يفاجأ شعبنا بقرارات مخزية اتخذتها السلطة الفلسطينية ، موافقتها على إبعاد ثلاثة عشر مناضلا خارج فلسطين إلى دول أوروبا و هذا قرار خطير لأن شعبنا وقف ضد الإبعاد و أغلقه شعبنا بعودة المبعدين إلى مرج الزهور بجنوب لبنان ، كما أن السلطة الفلسطينية اعتقلت العشرات من المجاهدين من أبناء حماس في قطاع غزة ، كما أن السلطة الفلسطينية اعتقلت العشرات من المجاهدين من أبناء حماس في قطاع غزة ، كما أن مسؤولين في السلطة و للأسف وصفوا العمليات الاستشهادية بأنها (إرهابية) !! .

    إن هذه القرارات الخطيرة التي اتخذتها السلطة إرضاء للكيان الصهيوني و لأمريكا ليست في صالح شعبنا ، فموافقتها على الإبعاد و على قيامها بالاعتقالات السياسية للشرفاء و وصفها العمليات الاستشهادية بـ (الإرهابية) ، إن هذه القرارات لا يقرها ديننا الإسلامي الحنيف و لا تصب في مصلحة شعبنا الوطنية .

    لذا نناشد السلطة الفلسطينية التوقف عن الاعتقالات السياسية للمجاهدين و العمل على عداوة المعدية و هناك استياء عام لدى شعبنا خاصة كافة الفصائل الإسلامية في الوطن من قرارات السلطة الخطيرة المخزية . فمن واجبنا نحن العلماء أن ننصح ولاة الأمور فلا خير فينا إن لم ننصحهم و لا بارك الله فيهم إن لم يسمعوا نصيحة العلماء . ألا قد بلغنا اللهم فاشهد ..

    اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات ، المسلمين و المسلمات ، اللهم آمنا في أوطاننا و احفظ شعبنا و أمتنا من كل سوء . اللهم رد كيد اليهود إلى نحورهم و نعوذ بك من شرورهم ، اللهم منزل الكتاب مرسل السحاب هازم الأحزاب اهزم اليهود و انصرنا عليهم يا قوي يا متين .

    اللهم أذل أمريكا و حلفاءها و (إسرائيل) . اللهم إنهم قد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم سوط عذاب . اللهم أقم دولة الإسلام و حكم شرعك القويم .

    آمين …

    كن أول من يقيم الموضوع
    12345