• رسائل دعويه
  • 976
  • 26-3-2008
  • - حدثنا أحمد بنُ الحُواري قال :
    دخلت على أبي سليمان الداراني يوماً وهو يبكي ـ فقلت له : ما يبكيك ؟
    قال : يا أحمدُ ، إنه إذا جُنّ الليل على أهل المحبة افترشوا أقدامهم ، ودموعهم تجري على خدودهم ، وقد أشرف عليهم الجليل فنادى :
    يا جبريل ، بعيني من تلذّذ بكلامي واستراح إلى مناجاتي ، وإني لمطّلع عليهم ، أَسمع خنينهم ( والخنين خروج صوت البكاء من الأنف ، وهو بكاء دون انتحاب ) وأرى بكاءهم .
    فنادِ فيهم يا جبريل : ما هذا الجزع الذي أراه فيكم ؟
    هل أخبرَكم عني مخبرٌ أن حبيباً يعذب أحباءه ؟!
    أم هل يجمُـل بي أن أبيـٍّت أقواماً ، وعند البيات أجدهم وقوفاً ، فإذا جنّهم الليل تملّقوني ( تودّدوا إليّ بكلام لطيف ، وتضرّع فوق ما ينبغي ) ؟
    فبي حلفتُ ، لأجعلَنّ هديّتي إياهم – لو قد وردوا عليّ القيامة – أن أكشف لهم عن وجهي الكريم ، أنظر إليهم وينظرون إليّ .
    - وحدثنا ضرار بن عمرو عن الحسن البصريّ ، قال :
    قرّاء القرآن ثلاثة :
    رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصرٍ ( بلد) إلى مصر .
    وقوم قرأوا القرآن : حفظوا حروفه وضيّعوا حدوده ، واستجرّوا به الولاة ، واستطالوا به على أهل بلدهم ، فقد كثر هذا الضرب ( النوع ) في حمَلَة القرآن . قال الحسن : لا كثّرهم الله .
    ورجل قرأ القرآن ، فبدأ بما يعلم من دواء القرآن ، فوضعه على داء قلبه ، فأسهرَ ليله ، وهمَلَتْ عيناه ، وتسربلوا بالحزن ، واربَدّوا ( احمرت وجوههم مع شحوب ) بالخشوع ، وركدوا ( سكنوا وهدأوا ) في محاريبهم ، وخنّوا في برانسهم ( كل ثوب قلنسوته فيه ) . فبهم يسقي الله الغيث ، ويـُنزل المطر ، وينزل النصرَ ، ويدفع البلاءَ .
    واللهِ لـَهذا الضربُ أقلّ من الكبريت الأحمر
    - حدّثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال :
    قال موسى عليه السلام : يا ربّ مَن أهلـُك الذين هم أهلـُك الذين تُظلهم في ظل عرشك ؟
    قال: هم البريئةُ أيديهم ، الطاهرةُ قلوبُهم ، الذين يتحابّون بجلالي ، الذين إذا ذُكِرْتُ ذُكِروا بي ، وإذا ذُكِروا ذُكِرْتُ بهم ، الذين يُسبغون الوضوء عند المكاره ، الذين يُنيبون( يؤوبون ) إلى ذكري كما تُنيبُ النسورُ إلى وُكورها ، ويَكلَفون ( يشتد عشقه واهتمامه ) بحبي كما يَكلَف الصبيّ بحب الناس ، ويغضبون لمحارمي إذا استُحِلّتْ كما يغضب النّمِرُ إذا حَرِب ( اشتد غضبه ) .
    كن أول من يقيم الموضوع
    12345