• الفقه
  • 971
  • 6/8/2008
  • الشيخ عائض القرنى
  • الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.

    فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أمَّا بَعْد:

    أيها الناس: بين يدي الآن وثيقة شرعية، وقائمة نبوية بأسماء الذين لعنهم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فنعوذ بالله من مقته، ونعوذ بالله من لعنته، ونعوذ بالله من غضبه.

    سوف أقرؤها بين أيديكم، علنا أن نجتنب هؤلاء الملعونين وهذه اللعنة.

    واللعنة: هي الطرد والإبعاد من رحمة الله ومن عفوه، وكرمه.

    وتوخيت في هذه القائمة الأحاديث الصحيحة والحسنة التي ثبتت عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم إلا في بعض الألفاظ فنبهت على ذلك، وتجنبت الضعيفة، وإلا فالملعونون والملعونات عشرات في كثير من الأحاديث النبوية.

    وسوف أسرد الأحاديث ثم أعود فأعقب بشرحٍ موجزٍ على كثير من الألفاظ.

    - يقول عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها } رواه أبو داود ، وصححه الحاكم عن ابن عمر .

    - وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما } رواه أحمد عن ثوبان وللترمذي والحاكم نحوه، وكلمة الرائش في ثبوتها نظر.

    - وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء } رواه مسلم .

    - وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده } رواه البخاري ومسلم .

    - وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء } رواه أحمد وأبو داود والترمذي .

    - وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل } رواه أبو داود وصححه الحاكم .

    - وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله المحلل، والمحلَّلَ له } رواه أحمد والأربعة.

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله النائحة والمستمعة } رواه أحمد وأبو داود .

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله } رواه البخاري ومسلم .

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة } متفق عليه.

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله زوارات القبور } رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وعند الثلاثة: {زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج } وفي الجملة الثانية ضعف, ولها شواهد تحسن بها.

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من غير منار الأرض } رواه مسلم وأحمد والنسائي .

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله من مثل بالحيوان } متفق عليه.

    - قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور } رواه ابن ماجة ، وصححه ابن حبان .......



    الملعونون في الخمر



    فلنعد إلى بعض الألفاظ، ولنستمع إلى هؤلاء الملعونين وصفاتهم، علَّ الله أن يدرأ عنا وعنكم لعنته، وغضبه، ومقته، وويله.

    يقول عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الخمر وشاربها } ويدخل في ذلك المتعاطي للمخدرات بأنواعها؛ لأن العلة واحدة وهي: السكر وذهاب العقل، فمن باع المخدرات حبوبها، وحشيشها، وأنواعها فهو ملعون، ومن حملت إليه، ومن روّجها، ومن سار فيها، ومن تستر على أصحابها.

    {ومبتاعها وعاصرها } الذي يزاول عصر العنب والتمر وما في حكم ذلك.

    {ومعتصرها } من تعصر له.

    {وحاملها } من بلد إلى بلد، ومن شخص إلى شخص.

    {والمحمولة إليها، وآكل ثمنها } وهو الذي يبيعها ويأخذ ثمنها.







    الملعونون في الرشوة



    ويقول عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الراشي والمرتشي والرائش } الراشي: هو الذي يرشي المسئولين والعمال والوجهاء ليحصل على حق ليس له، ويصرف حقاً استحقه صاحبه، فمن دفع رشوة لمسئول، أو لعامل، أو لوالي أمر من ولاة المسلمين، فهو ملعون، ومن قبلها فهو ملعون، ومن سار بينهما في الواسطة فهو ملعون على لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام.

    والله أكبر، ولا إله إلا الله، كم للرشوة من فساد في مجتمعنا! كم عطلت من حق، وكم هدمت من حق، وكم ركبت من ظلم، وكم ضيعت من حقوق لأصحابها، وهي جريمة شنعاء، ملعونٌ من زاولها، ملعون من رضي بها، ملعون من حملها.

    والرشاوى إما من أجل أن يسهل له خدمة، أو يقدم له جائزة، أو يسهل له أرضاً، أو يدفع له مالاً؛ كلهم يدخلون في لعنته صلى الله عليه وسلم.






    الملعونون في الربا



    وأما قوله: { لعن الله آكل الربا } وهو من زاول أكله.

    { وموكله } وهو من أعطاه وقدمه وبذله.

    { وكاتبه } أي: من توظف في كتابته، ومن زاول العمل الذي فيه ربا.

    { وشاهديه } من يوقع على الصك، ويمضي العقد، ويصرف الحوالة؛ فهو ملعون على لسان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم.







    لعن السارق



    {ولعن الله السارق يسرق البيضة } قيل: بيضة الدجاجة، ولا يقطع عليها لكن يتدرج حتى يسرق ما هو أكبر منها فتقطع يده.

    وقيل: البيضة التي يضعها المقاتل على رأسه، فتقطع يده لدناءته، وحقارته في الإسلام.






    لعن المتشبهين من الرجال والنساء



    {ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال } وهن اللواتي يلبسن لباس الرجال، ويمشين مشية الرجال، ويتكلمن كلام الرجال، ويجلسن جلسة الرجال، ويزاولن أعمال الرجال؛ هن ملعونات على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم بلعنة الله.

    ويدخل في ذلك: المغنيات، والراقصات، والداعرات؛ فإنهن خرجن عن الحجاب والستر، وفعلن ما يفعل المغنون والماجنون والراقصون، وحسابهم عند الله.

    { والمتشبهين من الرجال بالنساء } هم الذين يتأنثون في مشيتهم، ولبسهم، ودبلهم، وخواتمهم، وشعورهم، وأظافرهم، وكعوبهم؛ فهم ملعنون، وهم يسمون في الشريعة المخنثون، ولا حظ لهم في الخير إلا أن يتوب الله عليهم توبة نصوحاً.

    ويدخل في ذلك: من رقق صوته كالمرأة، ومن جلس جلسة المرأة، ومن مشى مشية المرأة، ومن تثنى تثني المرأة، ومن استخدم المزينات والمكاييج التي تتزين بها المرأة فهو يدخل في هذه اللعنة.

    وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل } قال أهل العلم: اللباس الخاص بالرجال في عرف الناس للرجال، واللباس الخاص بالنساء في عرف الناس للنساء، فمن لبس من الرجال لبسة المرأة فهو ملعون، ومن لبسن من النساء لبسة الرجال فهن ملعونات على لسان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم.







    لعن المحلل والمحلل له



    وقال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله المحلل والمحلل له } المحلل: هو الذي يأتي إلى الزوجة المطلقة وهي التي طلقت ثلاثاً وأخذت العدة، فلا تجوز للأول حتى ينكحها زوجٌ آخر، كما نص على ذلك سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فيأتي هذا الرجل فيتزوج هذه المرأة باتفاق مع الزوج الأول لا لقصد أن تكون زوجة له، ولكن ليحللها فيمكث معها فترة، أو يدخل بها ثم يطلقها فيتزوجها الأول باتفاق بينهما؛ فهذا ملعون وذاك ملعون.

    وإنما يجوز أن يتزوجها لقصد أن تكون زوجة، ثم إذا بدا له أن يطلقها فيطلقها ويتزوجها الزوج الأول.

    فمن فعل الصورة الأولى فهو ملعون بلعنة الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.






    الملعونون في النياحة



    وقال عليه الصلاة والسلام: { لعن الله النائحة } النائحة: التي تنوح في المأتم، وتدعو بالويل والثبور، وتصيح في وقت المصائب والثواكل والكوارث، إذا مات أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها، رفعت صوتها وولولت، وناحت، وقالت: يا فلان ابن فلان! يا ظهراه! يا جبلاه! واكريماه! واشجاعاه! فهي ملعونة.

    ويدخل في ذلك المستمعة، قال بعض أهل العلم: هي التي تأتي بالنائحة، وتدفع لها أجرة، وتمهد لها، وتدخلها بيتها، فهي ملعونة، والسر أنهم ما رضوا بقضاء الله، وتسخطوا على حكم الله، وأثاروا الفاحشة في عباد الله، فهن ملعونات.







    الملعونون في الوشم والنمص وتغيير خلق الله



    قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الواشمات، والمستوشمات } الواشمة: هي التي تضع الوشمة في خد النساء، والوشم كالحبر، وكالصبغ الأخضر والأسود وما يدخل في حكمه، فهي: تأتي بعقاقير معها وبمخايط، وتدخل الوشم في خدود النساء فهي ملعونة.

    {والمستوشمات } هن اللواتي يأتين بالوشم ويضعنه في خدودهن وعلى أنوفهن وتحت شفاههن، فهن ملعونات، وهذا الوشم حرام.

    {والنامصات والمتنمصات } والنامصة: هي التي تقلع شعر حاجبها، وتنتف شعر حواجبها لتزججه، وتطريه، فهذه ملعونة، هذه النامصة تفعل بالأخرى، والمتنمصة التي تستدعيه، وتحبذه، وتفعله بنفسها بواسطة هذه النامصة، فهن ملعونات بلعنة الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    {والمتفلجات } وهن اللواتي يوشرن أسنانهن، وينشرن أسنانهن، ويحددنها فهن ملعونات، أو يجعلن فرجات بين الثنايا والأسنان، فهن ملعونات بلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    {المغيرات خلق الله } وهن اللاتي يفعلن في أنفسهن ما يغير خلق الله بهن.

    ثم قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الواصلة والمستوصلة } الواصلة: التي تصل شعر غيرها؛ فوصل شعر المرأة حرام، لا يكون إلا من أصل, أما الوصل حرام، ملعونة الواصلة، والمستوصلة التي تطلب من النساء أن يوصلن شعرها, فملعونة الأولى وملعونة الثانية بلعنة الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    هذه اللعنة للنساء، لكن -والله- وجد من بعض الشباب الذين ضيعوا لا إله إلا الله، وجهلوا لا إله إلا الله، وضيعوا أصالتهم، وكرامتهم، وعزهم، وإباءهم، ونخوتهم؛ من يوصل شعره، ويركب الباروكة على رأسه فهو حقيق باللعنة من الله من فوق سبع سموات.

    نسأل الله أن يدرأ عنا وعنكم غضبه ولعنته، ونسأله رضوانه ورحمته، وأن يفقهنا وإياكم في الدين، ويجعلنا وإياكم من الراشدين المهديين المتفقهين في الدين، الذين يعيشون على نور من الله.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله الكريم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.







    لعن زوارات القبور



    الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين، وقدوة الناس إلى الله أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أمَّا بَعْد:

    فبقي من هذه الأصناف التي صحت بلعنهم الأحاديث، وحسنت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام قوله صلى الله عليه وسلم: {لعن الله زوارات القبور } رواه أحمد وابن ماجة والحاكم ومعنى: زوارات: بصيغة المبالغة: هن اللواتي يتعاهدن القبور بالزيارة، ويكون لهن زيارة مكثفة على القبور، وقد نهى صلى الله عليه وسلم أن تزور المرأة القبور؛ لما في زيارتها من فتنة، وجزع، وهلع، وتسخط.

    ولأنها: ضعيفة القلب.

    ولأنها: متعرضة للعيون، فمنع عليه الصلاة والسلام زيارة المرأة للقبور.

    ولعن من اتخذ من النساء زيارة القبر عادة لها وأكثرت منها، فمن فعل ذلك من النساء فقد استحقت اللعنة.

    وفي لفظ: {لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج } وقال بعض أهل العلم: لا تشملهن اللعنة حتى تتخذ المسجد والسراج.

    ولكن أبعد للريبة وأبعد للمعصية ألا تزور المرأة القبر بحال من الأحوال، وإذا أتت على القبر فاتخذت مسجداً، أو مصلىً، أو سراجاً، أو بنت بناءً شملتها اللعنة وأحاطت بها؛ لأنها خالفت أمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.







    لعن من لعن والديه



    وقال عليه الصلاة والسلام: { لعن الله من لعن والديه } وقد استحق اللعنة، ولا يفعل ذلك إلا فاجر، وقد وجد من هذا الصنف كثير، بل أخبرنا كثير من الإخوة الثقات.. أن هناك شباباً ضربوا أمهاتهم ضرباً مبرحاً, وقد استدعي بعضهم إلى رجال الأمن في بعض المناطق بشكوى من أمه ضربها سبع مرات، فلما أوقف أمام رجال الأمن بكى وأخذ يقبل رجلي أمه، قال: أتوب. قالت: لا والله اضربوه، لطالما أبكاني. يبكي هو مرة والله لقد ضربني مرات، فهذا فجور وهو ملعون، ومن لعن والديه ملعون.

    واحذر من استدعاء سب الوالدين، بأن يتعرض بعض الناس بقلة الأدب بسب والدي الناس فيسبون أباه وأمه.

    نسأل الله العفو والعافية.







    لعن من ذبح لغير الله



    وقال عليه الصلاة والسلام: { لعن الله من ذبح لغير الله } وهي الذبيحة الشركية، التي تذبح في النذور الشركية، وعند القبور، وعند الأصنام، وبأخبار الكهنة والسحرة والمشعوذين، أن يقولوا: اذبح ذبيحة لونها كذا، وصفتها كذا، فمن فعل ذلك وأطاعهم فهو ملعون.

    وهذه الذبائح كثرت في هذا الزمن خاصة في البوادي والقرى مع الكهنة والمشعوذين والسحرة أعداء الله.

    فليعرف المؤمن لمن يذبح، وليكن نسكه لله وقصده بذبيحته وجه الله، ولا يتقرب بشيءٍ من هذه إلى غير الله تبارك وتعالى.






    لعن من آوى محدثاً



    { ولعن الله من آوى محدثاً } المحدث: هو الفاجر المتهتك في حدود الله، الذي اشتهر فجوره، كالسارق الذي تمرد على ولاة الأمور وعلى حدود الله، وكالمروّج للمخدرات، وكالفاجر الذي عرف فجوره، فمن ستره، وتستر عليه ودرأ عنه الحد، وحاول أن يتلبس به، وأخفاه عن ولاة الأمور، فهو ملعون؛ لأنه فعل جريمة، وجرح شعور المسلمين، ولأنه سبب في انتشار الجريمة والفاحشة في المجتمع المسلم.







    لعن من غير منار الأرض



    { ولعن الله من غير منار الأرض } منار الأرض: هو الحد الذي يفصل بين حق الرجل والرجل, في المزارع والحقول والديار والدور، وهو يسمى باللغة العامية التي ليست بصحيحة: الوتد، ويسمى: الحد، فمن غيّره على غير ما وضع له فهو ملعون، ولا يفعل ذلك إلا من قلَّ إيمانهم ويقينهم.

    نسأل الله العفو والعافية.







    لعن من مثّل بالحيوان



    وقال صلى الله عليه وسلم: {لعن الله من مثّل بالحيوان } أي: شوه الحيوان، أو قتله من غير ذبحه، كأن يقطع رجله وهو حي، أو يقطع ذيله، أو يصعقه صعقاً، أو يرميه وهو واقف مربوط برصاص، فقد مثل به، أو قطع أذنه، أو فقأ عينه، فهو ملعون بلعنة الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.






    لعن المتسخطات



    {ولعن الله الخامشة وجهها } في المآتم والمعازي، وهي التي تخمش وجهها من الجزع والهلع.

    { والشاقة جيبها } في مناسبة الموت تشق ثوبها فهي ملعونة.

    { والداعية بالويل والثبور } وهي التي تتسخط على القضاء والقدر، وقد سبق بيان ذلك في {النائحة}.

    فيا عباد الله! أخبروا أسركم بهذا، وأخبروا بناتكم وزوجاتكم وعماتكم وخالاتكم، وانشروا الخير في بيوتكم، وأخبروهم بمحارم الله وحدود الله؛ لئلا تنالهم لعنة الله وغضبه.

    قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

    وصلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

    وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً }.

    اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين!

    كن أول من يقيم الموضوع
    12345